القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: دبلوم شامل لتأهيل المحتسبين
يُعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أركان الدين العظيمة، وواجبًا شرعيًا يقع على عاتق كل مسلم بقدر استطاعته. فهو صمام أمان للمجتمع، وحصن حصين يحمي من الانحراف والضلال، ويساهم في نشر الفضيلة والصلاح. إدراكًا لأهمية هذا الركن العظيم، نقدم دبلومًا متكاملًا يهدف إلى تأهيل الراغبين في القيام بهذا الواجب الشرعي على أسس علمية وشرعية متينة، مع مراعاة الضوابط الشرعية والمقاصد المرعية.
تبدأ رحلتنا في هذا الدبلوم بوضع حجر الأساس، وهو فهم المصطلحات الشرعية المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ستتعرف في هذه الدورة على التعريف الدقيق لـ "المعروف" بكل ما يشمله من خير وصلاح، و**"المنكر"** بكل ما ينطوي عليه من شر وفساد. كما ستتعمق في مفهوم "الحسبة" كمنهج شرعي للقيام بهذا الواجب، وتمييزها عن "القضاء" ودوره في فض النزاعات وتطبيق الأحكام.
تُبين هذه الدورة المكانة العظيمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام. ستكتشف فضله العظيم في الدنيا والآخرة، وأهميته في صلاح الفرد والمجتمع، وشموله لجميع مناحي الحياة، من العبادات والمعاملات إلى الأخلاق والسلوكيات. كما ستتعرف على فوائده الجمة التي تعود بالنفع على الأمة، وآثاره الإيجابية التي تظهر في استقامة المجتمع وصلاحه.
في هذه الدورة، سنستعرض الأدلة الشرعية من القرآن والسنة التي تُثبت مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع بيان حكمه الشرعي وأقوال الفقهاء فيه. سيتم توضيح الفرق بين كونه فرض عين أو فرض كفاية، والحالات التي يتوجب فيها على الفرد القيام به مباشرة.
لا يقتصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على صورة واحدة، بل تتعدد أحواله وأنواعه باختلاف الظروف والأشخاص. ستتعلم في هذه الدورة كيفية التمييز بين الإنكار بالقلب واللسان واليد، ومتى يكون كل نوع مناسبًا، مع مراعاة الأولويات والمصالح والمفاسد.
للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفعالية وشرعية، يجب أن تتوفر في المحتسب صفات وشروط معينة. ستتناول هذه الدورة الشروط الواجب توافرها فيمن يتصدى لهذا الأمر، مثل العلم والفقه، والرفق والحكمة، والصبر والإخلاص، وغيرها من الصفات التي تعين على أداء هذا الواجب على أكمل وجه.
يُعد الالتزام بالآداب الشرعية ضروريًا للمحتسب لضمان تحقيق الهدف المنشود من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون الوقوع في المحاذير الشرعية أو إثارة الفتن. يتناول هذا الجزء الأول آدابًا مثل حسن الخلق، والابتعاد عن الغلظة والفظاظة، والتأكد من المعلومة قبل الإنكار.
استكمالًا لدورة الآداب، يتناول هذا الجزء الثاني آدابًا إضافية لا غنى عنها للمحتسب، مثل التحلي بالصبر والحلم، واختيار الأوقات والأماكن المناسبة، والتدرج في الإنكار، والحفاظ على السرية متى لزم الأمر، وكيفية التعامل مع ردود الأفعال المختلفة.
الناس ليسوا على وتيرة واحدة في استجابتهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. في هذه الدورة، ستتعرف على أقسام الناس المختلفة، من المستجيب والمتقبل، إلى المتردد والمعارض، وكيفية التعامل مع كل قسم بما يناسبه من حكمة ورفق أو شدة ولين، مع مراعاة المصالح الشرعية.
فن التعامل مع من يُنكر عليه أمرٌ دقيق يتطلب حكمة وبصيرة. ستتعلم في هذه الدورة كيفية التعامل مع المحتسب عليه، بدءًا من اختيار الأسلوب الأمثل للنصيحة، ومرورًا بالرفق واللين، وصولًا إلى بيان الحجة بالدليل والبرهان، مع الحفاظ على كرامة المخاطب وتجنب التجريح والتشهير.
تتناول هذه الدورة أحكام المحتسب فيه، أي الأمور التي يجوز الاحتساب عليها والتي لا يجوز. سيتم توضيح الفروق بين المنكرات الظاهرة والخفية، والمنكرات التي تتطلب تدخلًا مباشرًا وتلك التي تُترك لأولي الأمر، مع التأكيد على أهمية الفقه في الواقع لتجنب الخطأ في الاحتساب.
تُقدم هذه الدورة دليلًا عمليًا لخطوات الاحتساب الفعّالة، بدءًا من معرفة المنكر والتحقق منه، مرورًا بالتخطيط للإنكار، وصولًا إلى مراتب تغيير المنكر المتفق عليها شرعًا: باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب. ستتعلم كيف تختار المرتبة المناسبة لكل حالة بما يحقق المصلحة ويدفع المفسدة.
تختتم هذه الدورة هذا الدبلوم بتقديم أحكام متفرقة ومهمة تتعلق بالاحتساب، منها أحكام التلبس، وحكم الاحتساب على الحاكم، وأحكام التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من المسائل الفقهية التي تُعين المحتسب على أداء واجبه بصيرة وعلم.
ندعو كل راغب في نيل الأجر والمساهمة في صلاح الأمة إلى الانضمام لهذا الدبلوم الشامل، ليكون على بصيرة تامة في القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليساهم في بناء مجتمع فاضل تسوده القيم الإسلامية السمحة.